ما هي الحياة ..معنى جديد عبره و عظه لمن يتعظ
مــا هــي الحـيـــاة؟
منذ زمن بعيد جداً كان الامبراطور يحدث أحد الفرسان بالقصر ..
فقال الامبراطور للفارس ..
اركب حصانك واجري به بقدر المستطاع ..
وعند آخر نقطة تقف فيها ستصبح كل الأراضي التي جريت عليها ملكاً لك !
*هيا إذهب*
فامتطى الفارس جواده وانطلق بأقصى ما يستطيع من سرعة ولم يتوقف نهائياً للراحة ..
لأنه بمجرد أن يتوقف سينتهي العرض ..
فظل يجري ويجري، مهما شعر بالجوع أو العطش أو الارهاق فلم يبالي بذلك ..
حتى أعياه التعب وأصبح غير قادر على الحركة بسبب الارهاق والجوع والعطش والألم ..
صحيح أنه قطع مسافة طويلة جداً أكثر مما كان يتوقع ..
لكنه أصبح في حالة احتضار، إنه بالفعل يموت !!!
فقال في نفسه: لماذا بذلك كل هذا الجهد؟
لماذا ضغطت على نفسي بهذا الشكل؟
لماذا دفعت نفسي لتغطية أكبر مساحة ممكنة ..
في حين إنني الآن أموت ولا أحتاج إلا لمساحة صغيرة لأدفن بها.
*ثم مات الفارس*
هذه هي الحياة ..
ندفع بأنفسنا طول حياتنا لصنع المزيد من المال .. المزيد من التوفير ،،،
إذا غطينا احتياجاتنا الأساسية، سعينا لتلبية حاجاتنا الكمالية ..
واذا غطينا حاجاتنا الكمالية سعينا لتغطية الرفاهيات!
لماذا؟
ألهذا خلقنا؟
أهذا هدفنا في الحياة ؟
إذا نظرنا خلفنا في يوم ما سنجد أننا لم نفعل شيء ..
وكأن الحياة كلها ما هي إلا ملذات ومتاع !
اعملوا ليوم لن ينفعكم فيه الحصان ولا أراضي الامبراطور !!
ما هي الحياة // مثل الشجرة.
إن كل ما ينسب للنواحي الخارجية للشجرة مثل الجزع والأغصان والأوراق والأزهار والثمر،
مع ما ينسب إلى الجذور الداخلية، تكون جميعها الحياة الكاملة للشجرة.
ولكن عندما نتعمق في حياة الشجرة نجد أنه وبالرغم من أن الجذور هي أساس الشجرة الخارجية،
إلا أنها ليس في وضع تكون فيه مستقلة بشكل مطلق. تعتمد الشجرة على التغذية أو النصغ،
الذي يأتي من مكان خارج الجذور ذاتها. إن هذا النسغ هو أساسي للشجرة كلها.
هي التي توجد الجذور وتمر من خلالها كي تنمي النواحي المختلة للشجرة.
هكذا نرى أن الشجرة هي لا شيء من دون التغذية التي تأتي من خارج حدود الشجرة الفردية.
إن الشجرة هي بالتأكيد محددة بروابط الجذور والشجرة الخارجية ، ولكن أساسها هو خارج تلك الروابط.
هل عرفتم معنى الحياة !! هل عرفتم !!
غرتنا الدنيا بملذانتها واعراءاتها ولكن هل اعتبرنا يوم سنرحل !!
فحال هذا الفارس هو حال أغلب من في الارض
الا من رحم ربـــي
وبالفعل صدق من كتب هذه السطور
فهذه هي الدنيا
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (18) سورة الحشر